الاثنيـن 25 شـوال 1434 هـ 2 سبتمبر 2013 العدد 12697







سجالات

الإعلام الساخر في العالم العربي.. دوره وحدوده


  في هذه الحلقة من «سجالات» نطرح موضوع الإعلام الساخر، وبخاصة في شقه السياسي، في العالم العربي، مع الأخذ في الاعتبار الدور الذي أداه ويؤديه في حقبة ما يوصف بـ«الربيع العربي». ولمناقشة الموضوع نطرح، كالعادة، سؤالين على أربعة شخصيات إعلامية. السؤال الأول هو هل هناك معايير يجب أن تحكم الإعلام الساخر؟ ويجيب
السؤال الأول: هل هناك معايير يجب أن تحكم الإعلام الساخر؟

عماد موسى
نعم... أنا مع وجود معايير.. لكنني ضد الضوابط القانونية
  يستفزني - كصحافي - وجود رقيب رسمي أو خاص على أقوالي وكتاباتي وعلى أفكاري وضميري الحي. يضحكني رجل الأمن الذي يحاول أن يتقمص شخصية المفتش ميغريه لاستنباط جرم حسي من مقال ساخر أو من قصيدة. يؤلمني أن يكون الكتَّاب الساخرون أو أصحاب البرامج التلفزيونية الساخرة على قائمة المرشحين الدائمين للادعاء عليهم بإثارة النعرات. وفوق ذلك، ولا مرة كتبت مقالا يستهدف زعيما أو قائدا ملهما أو مرشدا للأمة أو نائبا متواضع الذكاء ووضعت قانون المطبوعات على طاولتي لاستبيان ما تنص عليه عقوبة «القدح» بهذا و«الذم» بذاك. وهاتان التهمتان مطاطتان وتسهمان في إضعاف المناعة الوطنية. أتدرون ما يعني هذا الجرم في سوريا - الأسدين؟ اسألوا المفكرين والصحافيين وعظام من جرؤ وسخر ومات. خلقت في لبنان حرا والكتابة الساخرة هنا، كما الجادة،
 

فؤاد الهاشم
لا... الإعلام الساخر بين «الغلاء المبكر.. وزواج المهور»!
  أضحكني كثيرا الزميل العزيز إياد أبو شقرا حين بعث لي برسالة على الفاكس يطلب فيها مني كتابة موضوع عن «الإعلام الساخر في العالم العربي»، وهل هناك معايير يجب أن تحكمه. ثم أضاف: «حبذا لو يكون الجواب بـ... لا». ابتدأ الزميل أبو شقرا أول القصيدة بـ«عبس وتولى»! الجواب المنطقي هو أصلا «لا»! إذ لا يجب أن تكون هناك «معايير تحكم الإعلام الساخر». وهذا الأمر موجود - على رأي صديقنا السوداني في فيلم «الإرهاب والكباب» حين يكرر لازمته الطريفة «في أوروبا والدول المتقدمة»! دعونا أولا لا نأخذ الرسم الكاريكاتيري كأحد فروع الإعلام الساخر ونقول إنه كان «محرما» أيام صدام حسين، ولقد سألت ذات يوم نقيب الصحافة العراقية في ذلك الزمن، وقبيل الغزو العراقي للكويت، عن السر في ذلك، فقال: «الكاريكاتير سلاح صهيوني إمبريالي رجعي»!
 
... وهل نجح الإعلام الساخر حيث لم ينجح الإعلام الجاد؟

أحمد الزعبي
نعم... استطاع أن يكسب قلوب الملايين عندما شعروا أنه يعبر عنهم
  كتبت مرة في افتتاحية مقال سابق: «إن الإعلام الرسمي العربي أفضل محام يخدم الخصم.. فما وقف الإعلام الرسمي العربي مع قضية عربية إلا وخسرناها.. ولو يركز تلفزيون أي دولة أو صحيفتها الرسمية على واجب محبة (الأم) مثلا.. لكرهنا أمهاتنا جميعا من ثاني نشرة إخبارية أو افتتاحية صحافية». أعتقد أن الإعلام الساخر استطاع أن يكسب قلوب الملايين من الشعوب العربية، عندما شعروا أنه إعلام «شعبي» ويحمل في طياته ألما «شوارعيا» ليس بالمعنى السلبي لا سمح الله.. وإنما بالمعنى الإيجابي. ولقد لاحظنا جميعا كيف لعب الإعلام الساخر من تلفزيون ومواقع تواصل اجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» دورا حاسما في «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)» في مصر عندما لم يصمد نظام مبارك أمام «كرتونة» رفعت في ميدان التحرير، والدليل على ذلك أننا
 

عماد المهدي
لا... لهذه الأسباب لن يكون الإعلام الساخر بديلا للإعلام الجاد
  تزايد في الآونة الأخيرة عدد البرامج الساخرة التي اعتبرها البعض لونا من الألوان الإعلامية. وتولت هذه البرامج مناقشة القضايا الواقعية التي تشغل الرأي العام، مما خلق لها جمهورا واسعا من المشاهدين كمخرج عن حالة الإحباط واليأس التي أصابت الكثيرين جراء الظروف والأوضاع الملتبسة التي تعيشها المجتمعات العربية في تلك الآونة، نظرا لما تقوم عليه فكرة هذه البرامج من مزج السخرية بالفكاهة والنكات بشأن القضايا محل النقاش. وفي خضم هذا التزايد برز بشأنها ردود فعل متعارضة بين من يمتدح ومن ينتقد أو من يشاهد دون أن يكون له موقف محدد. والحقيقة، أنه رغم أن مثل هذه البرامج بما فيها من نقد قد يكون بعضه صوابا، فإنها تشتمل على مضحكات من استهزاء أو تقليد ومحاكاة، بل ربما تتضمن إيحاءات تتعارض مع قيم المجتمع وعاداته. ومن
 
مواضيع نشرت سابقا
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
دول الخليج.. والصعود الإخواني
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
مصر.. تحت حكم «الإخوان»